التعديل الأخير من قِبَل د:إبراهيم الشناوى ; 20-12-2018 في 10:13 PM
179- دَخَلُوا ثَيْبَةً فَأَحْسَنَ لُقْيَا *م*
هُمْ رِجَالٌ بِثَيْبَةٍ حُكَمَاءُ
اللغة
(ثيبة): عاصمة من عواصم مصر القديمة
وهي ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث لكنها هنا في الموضعين مصروفة للوزن.
المعنى
ولأن لهم أتباعا في كل مكان ومن ذلك ثيبة إحدى عواصم مصر القديمة فلما دخلوها تلقاهم حكماؤها بالترحيب وأحسنوا لقياهم
180- فَهِمُوا السِّرَّ حِينَ ذَاقُوا، وَسَهْلٌ *** أَنْ يَنَالَ الْحَقَائِقَ الْفُهَمَاءُ
اللغة
(السر): أي سر عبادة الله على دين المسيح.
(فُهَمَاء): على وزن (فُعَلَاء)، جمع (فَهِيم) بمعنى (فَاهِم) على وزن (فَعِيل) بمعنى (فاعل)، ويطرد (فُعَلَاء) في كل وصف على (فَعِيل) بمعنى اسم الفاعل لمذكر عاقل غير مضعف ولا مُعَلّ اللام نحو: كريم وكرماء وبخيل وبخلاء ومنه فهيم وفهماء، ويقال: فَهِمَ الشيء فهْما: عَلِمَه.
المعنى
فَهِمَ هؤلاء الحكماءُ مِنْ رجال ثَيْبَةَ سرَّ عبادة الله على دين المسيح عليه السلام حين ذاقوا حلاوة الإيمان بالله ومن اليسير أن يَصِلَ إلى الحقائق الفهماء وينالوها.
التعديل الأخير من قِبَل عبد الله عبد القادر ; 02-05-2019 في 06:05 PM
181- فَإِذَا الْهَيْكَلُ الْمُقَدَّسُ دَيْرٌ *** وَإِذَا الدَّيْرُ رَوْنَقٌ وَبَهَاءُ
اللغة
(الهيكل): بيت الأصنام
(الدَيْر): خانُ النصارى، وجمعه أَدْيار، وصاحبه الذي يسكنه ويَعْمُرُهُ: دَيَّار ودَيْراني
(رونق الشيء): صفاؤه وحُسنُه
(البهاء): الحُسْن
المعنى
لما آمن هؤلاء الحكماء برسالة عيسى عليه السلام حَوَّلُوا الهياكل التي هي دُورٌ لعبادة الأصنام إلى أديرة لعبادة الله وحده لا شريك له على دين نبيه ورسوله المسيحِ عيسى عليه السلام، فتطهرت دورُ العبادة من كدر الشرك فظهر رونقُها وبهاؤها بسبب نور العبادة
182- وَإِذَا ثَيْبَةٌ لِعِيسَى وَمَنْفِيـ ... ـسٌ وَنِيلُ الثَّرَاءِ وَالْبَطْحَاءُ
اللغة
(البطحاء): مسيلُ الماء فيه دقاق الحصى
(ثيبة) و(منفيس): من عواصم مصر القديمة
المعنى
يريد أن المصريين كلهم دخلوا في دين الله وآمنوا بالمسيح عليه السلام رسولا من عند الله.
التعديل الأخير من قِبَل د:إبراهيم الشناوى ; 10-01-2019 في 11:35 PM
183- إِنَّمَا الْأَرْضُ وَالْفَضَاءُ لِرَبِّي *** وَمُلُوكُ الْحَقِيقَةِ الْأَنْبِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
الكون كله لله فالأرض لله والفضاء لله وكل شيء هو له والأنبياء هم ملوك هذه الحقيقة فيدلون الناس عليها.
184- لهمُ الحبُّ خالصا من رعايا *م* هم وكل الهوى لهم والولاء
اللغة
(الولاء): النصرة
المعنى
للأنبياء الحب خالصا صادقا من أتباعهم ولهم منهم الولاء والنصرة
185- إِنَّمَا يُنْكِرُ الدِّيَانَاتِ قَوْمٌ *** هُمْ بِمَا يُنْكِرُونَهُ أَشْقِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لا ينكر الديانات إلا الذين هم بها أشقياء، ومعنى أنهم أشقياء بالديانات أنهم يكونون من المترفين غالبا المنعمين بلذات الدنيا فتأتيهم الأنبياء بالديانات من عند الله فيها حَدٌّ لمظاهر الترف والنعيم والاستبداد، فكل شيء له حد لا ينبغي مجاوزته فإذا أردت التنعم والالتذاذ بالشهوات وغير ذلك فهذا في إطار لا ينبغي مجاوزته ولا ينبغي ظلم الضعفاء واحتقارهم، ولا أكل أموال الناس بالباطل، وهكذا ... وهذه التعاليم لا يرضاها من يظن أنه يتضرر منها فيعادي الدين وأتباعه وينكر إرسال الرسل من عند الله وأنه لا دين بل ولا إله
التعديل الأخير من قِبَل عبد الله عبد القادر ; 02-05-2019 في 06:04 PM
186- هَرِمَتْ دَوْلَةُ الْقَيَاصِرِ والدَّوْ *م* لَاتُ كَالنَّاسِ دَاؤُهُنَّ الْفَنَاءُ
اللغة
(دولة القياصر): الدولة الرومانية
(الهرم): بلوغ أقصى الكبر
المعنى
طال الأمد على الدولة الرومانية دولة القياصر حتى أصابها الضعف والدول كالناس تمر بمراحل الصبا (النشأة) والشباب (القوة) ثم الشيخوخة والهرم (الضعف) ثم الموت (الفناء) والفناء هو داء الناس الذي لا مفر منه ولا دواء له وهو يصيب الدول أيضا فتفنى ويَخْلُفُها غيرُها
187- لَيْسَ تُغْنِي عَنْهَا الْبِلَادُ وَلَا مَالُ *م* الْأَقَالِيمِ إِنْ أَتَاهَا النِّدَاءُاللغة
(النداء): نداء الفناء
المعنى
إن حان وقتُ فَناءِ دولةٍ لم يُغْنِ عنها مالٌ ولا أصدقاءٌ.
التعديل الأخير من قِبَل عبد الله عبد القادر ; 02-05-2019 في 05:59 PM
***
190- أَظْلَمَ الشَّرْقُ بَعْدَ قَيْصَرَ وَالْغَرْ*م* بُ وعَمَّ البرِيَّةَ الإِدْجَاءُ
اللغة
(الإدجاء): الظلام
المعنى
بدأ الشاعر في التمهيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم فذكر أن الناس كانوا في ظلامٍ مُطْبِقٍ عَمَّ الشرقَ والغرب وفي جاهلية عامة.
191- فَالْوَرَى فِي ضَلَالِهِ مُتَمادٍ *** يَفْتِكُ الْجَهْلُ فِيهِ وَالْجُهَلَاءُاللغة
(الورى): الخَلْق
(الجُهَلَاء): جمع جاهل كالعلماء جمع عالِم، والجهل نقيض العلم، والجاهلية: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه وشرائعِ الدين والكبر والتَّجَبُّر وغير ذلك
المعنى
فالخلق متمادون في ضلالهم وغَيِّهِم لا يردعهم شيء ولا يردهم إلى الحق شيء لعموم الجهل الذي يفتك بهم وكثرة الجهلاء مما أدى إلى أن يفتك الناس بعضهم ببعض ويأكل القوي منهم الضعيف
التعديل الأخير من قِبَل عبد الله عبد القادر ; 02-05-2019 في 05:57 PM
192- عَرَّفَ اللهَ ضِلَّةً فَهْوَ شَخْصٌ *** أَوْ شِهَابٌ أَوْ صَخْرَةٌ صَمَّاءُ
اللغة
(ضِلَّة): ضلالا
(شهاب): شعلة من نار ساطعة وقد يطلق على الكوكب
المعنى
ومن مظاهر عموم الجهل وانتشاره بين الخلق وعمومِ جهلهم بالله سبحانه أنهم اتَّخَذُوا آلهة متعددة فمنهم من عبد أشخاصا صالحين كـ(اللات) وهو رجل صالح كان يصنع السَّوِيق (نوع من الطعام) للحُجَّاج، ومنهم مَنْ عبد الشُّهُب والكواكب ومنهم من عبد الصخور الصماء: (الأوثان).
193- وَتَوَلَّى عَلَى النُّفُوسِ هَوَى الْأَوْ *م* ثَانِ حَتَّى انْتَهَتْ لَهُ الْأَهْوَاءُ
اللغة
(تَوَلَّى العملَ): تقلده، و(استولى عليه): غلب عليه وتمكن منه
المعنى
أي أن حب الأوثان وعبادتها غلب على النفوس حتى بلغ منها الغاية
التعديل الأخير من قِبَل عبد الله عبد القادر ; 27-04-2019 في 03:04 PM السبب: تعديل تنسيق
194- فَرَأَى اللهُ أَنْ تُطَهَّرَ بِالسَّيْـ ... ــــفِ وَأَنْ تَغْسِلَ الْخَطَايَا الدِّمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لما عَمَّ الكفر والجهل بين الناس وانتشرت عبادة الأوثان فيهم حتى بلغت هذا المبلغ أراد الله أن يُطَهِّر هذه النفوس المريضة بداء الجهل والكفر= بالسيف، وذلك يكون بالحرب والقتال على الدين الحق فتَغْسِلُ الدماءُ هذه الخطايا.
195- وَكَذَاكَ النُّفُوسُ وَهْيَ مِرَاضٌ *** بَعْضُ أَعْضَائِهَا لِبَعْضٍ فِدَاءُ
اللغة
(مراض): جمع مريض
المعنى
ومثل ما سبق من تطهير أدران الإلحاد والكفر بالسيف حتى يزول الكفر وتغسل الدماءُ هذه الخطايا= مثل ذلك النفوس المريضة تفدي بعض أعضائها بعضا فقد يتلف أحد أعضاء الجسد ولو تُرِكَ لأتلف الجسد كلَّه فنفدي الجسد كله ببتر هذا العضو التالف
196- لَمْ يُعَادِ اللهُ الْعَبِيدَ وَلَكِنْ *** شَقِيَتْ بِالْغَبَاوَةِ الْأَغْبِيَاءُاللغة
ظاهرة
المعنى
إن ما شرعه الله من الجهاد ليس معاداةً منه سبحانه للعبيد ولكنهم أغبياء يشقَوْنَ بالغباوة إذ الأدلة على وجوده سبحانه ظاهرة في كل شيء.
وفي كل شيء له آيةٌ ... تدل على أنه الواحد
فالذين لا يرون هذه الآيات، أو يرونها ولكنهم يكابرون هم من الأغبياء الذين لا يعرفون الحق إلا بالقوة.
197- وَإِذَا جَلَّتِ الذُّنُوبُ وَهَالَتْ *** فَمِنَ الْعَدْلِ أَنْ يَهُولَ الْجَزَاءُ
اللغة
(جَلَّ الشيءُ) يَجِلُّ: عَظُمَ
(هالَهُ الشيءُ): هَوْلًا من باب قال: أفزعه
المعنى
وإذا عَظُمَتِ الذنوب جدا كان العدلُ أن يكون الجزاءُ على قدر هوْلِ الذنوب وكِبَرِها.
198- أَشْرَقَ النُّورُ فِي الْعَوَالِمِ لَمَّا ... بَشَّرَتْهَا بِأَحْمَدَ الْأَنْبَاءُاللغة
ظاهرة
المعنى
لما جاءت الأنباء بالبشارة بمولد أحمد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أشرق النور في العوالم وبدأ ظلام الجهل يزول
199- بِالْيَتِيمِ الْأُمِّيِّ وَالْبَشَرِ الْمُوحَى ..م.. إِلَيْهِ الْعُلُومُ وَالْأَسْمَاءُاللغة
ظاهرة
المعنى
أشرق النور في العوالم لما جاءت البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم الموصوف بهذه الصفات وهي أنه يتيم أُمِّيٌّ بَشَرٌ موحى إليه.
وأشار الشاعر بقوله: (موحى إليه العلوم والأسماء) إلى أنه صلى الله عليه وسلم مع كونه بشرا أُمِّيًّا إلا أن علومه كانت عن طريق الوحي من الله تعالى فلهذا كانت الأميةُ فيه كمالا؛ لأنها دليل على صدق نبوته، وإن كانت صفة نقص في غيره إذ إن معرفته بأنواع العلوم التي لا يعرفها بشرٌ أميا كان أو عالما لَدليل على أن هذا الأميَّ رسولٌ من عند الله وصادق في دعواه.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ....أما بعد:
تعقيب!
_ما شاء الله تبارك الله ..
_ شروحات أدبية ولغوية ( نافعة ومباركة ) جعلها الله في موازين حسناتكم وبيّض الله بها صحائف أعمالكم : اللهم آمين
زادكم الله من فيض عطائه وكرمه ، والله الموفق
"اجعل بينك وبين الله خبيئة صالحَة، لا تُخبر بها أحداً، فطُوبى لك لو اطَّلع الله على قلبك ووجد فيهِ سراً صالحاً بينهُ وبينك "
اسأل نفسك الآن : ما العبادة التي تعملها والتي لايعلمها أحد من الناس؟
العبادات الخفية والأعمال الصالحة السرية ، بها من كنوز الحسنات ما لا يعلمه إلا الله.
"من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل"
_ شيء يحبه الله فلا تفرط في ترديده " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "
_ أي ( زهــرة متفـائلة ) في منتديات أخرى أو في مواقع التواصل الاجتماعي فلستُ ( أنا ) !!
200- قُوَّةُ اللهِ إِنْ تَوَلَّتْ ضَعِيفًا ... تَعِبَتْ فِي مِرَاسِهِ الْأَقْوِيَاءُاللغة
(المراس): هنا بمعنى المأخذ والمعالجة
المعنى
هذا البيت أجراه مجرى المثل ومعناه ظاهر والمراد به أن الصفات السابقة صفات تدل على الضعف: فاليُتْمُ ضَعْفٌ، والبشرية من خصائصها الضعف كما قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، والأُمِّيَّةُ ضَعْفٌ، فكل هذه صفات ضعف لكن لما تولاه الله بعنايته وقوته صار مَنْ هم في حكم العادة أقوياء لا يستطيعون مقاومته لأن قوته مستمدة من الله فلا يمكن لأحد أن يقف أمام قوة الله.
201- أَشْرَفُ الْمُرْسَلِينَ آَيتُهُ النُّطْقُ (م) مُبِينًا وَقَوْمُهُ الْفُصَحَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
هو أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم معجزته كلامية وهي القرآن الكريم الْمُنَزَّلُ بلسان عربي مبين المتحدى بأقصر سورة منه أهل الفصاحة والبلاغة منهم أن يأتوا بمثلها فلم يستطيعوا، مع أن قومه هم الفصحاء أهل اللغة والبلاغة. وأيضا فكلامه صلى الله عليه وسلم قد بلغ الذروة في الفصاحة فلا يستطيعون مجاراته فيها، بل إن بعضهم قد أسلم لما سمع كلامه صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ([1])، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ([2])، قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ[3].
___________________________________
([1]) المراد بالريح هنا: الجنون ومس الجن
([2]) ناعوس البحر: وفي غير مسلم (قاموس البحر) وهو وسطه وقعره الأقصى
[3] صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (2/ 593/ رقم868/ ك: الجمعة، ب: تخفيف الصلاة والخطبة)
202- لَمْ يَفُهْ بِالنَّوَابِغِ الْغُرِّ حَتَّى *** سَبَقَ الْخَلْقَ نَحْوَهُ الْبُلَغَاءُاللغة
ظاهرة
المعنى
لم يتكلم صلى الله عليه وسلم بالكَلِمِ النوابغ الغر المعجز حتى كان البلغاء قد بلغوا مبلغا عظيما في البلاغة ووصلوا إلى قمتها فلما جاءهم صلى الله عليه وسلم غَطَّى على فصاحتهم وبلاغتهم بكلامه الذي لا يستطيعون مجاراته وبما جاءهم به من القرآن الكريم الذي أعجز الإنس والجن أن يأتوا بمثله
203- وَأَتَتْهُ الْعُقُولُ مُنْقَادَةَ اللُّب *م* بِ وَلَبَّى الْأَعْوَانُ وَالنُّصَراءُاللغة
(اللب): ذكاء من العقل
المعنى
وانقادت العقول لِمَا جاء به صلى الله عليه وسلم وأجاب دعوته الأعوان والنصراء
التعديل الأخير من قِبَل عبد الله عبد القادر ; 14-09-2019 في 12:51 PM
204- جاء للناس والسرائرُ فوضى *** لم يُؤَلِّفْ شَتاتَهن لواءُاللغة
(الشتات): المتفرق
المعنى
جاء صلى الله عليه وسلم والناس فوضى لا إمام لهم ولا راية توحدهم ولا لواء يجمع شتاتهم
205- وحِمَى اللهِ مُسْتَباحٌ وشرعُ اللهِ *م* والحقُّ والصوابُ وراءُاللغة
ظاهرة
المعنى
جاء صلى الله عليه وسلم وحمى الله ومحارمه مستباحة والناس في جاهلية جهلاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فشرع الله وراءهم ووراءهم الحق والصواب
206- فَلِجِبريلَ جيئةٌ ورَواحٌ *** وهبوطٌ إلى الثرى وارتقاءُاللغة
ظاهرة
المعنى
وجبريل يجئ بالوحي ويروح به ويهبط إلى الأرض بالوحي ويرجع إلى السماء
207- يُحْسَبُ الأُفْقُ في جناحَيْهِ نورًا *** سُلِبَتْهُ النجومُ والجَوْزاءُ
اللغة
(جناحيه): المراد أجنحته فعبر عن الجمع بالمثنى
المعنى
لِجبريلَ عليه السلام ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق وينتشر من أجنحته التهاويل من الدر والياقوت كما ثبت ذلك كله في الأحاديث الصحيحة، والمراد أن النور يُشِعُّ من أجنحته ويتلألأ في الأفق فكأن هذا النور قد أُخِذَ وسُلِبَ من النجوم والجوزاء
208- تِلْكَ آيُ الْفُرْقَانِ أَرْسَلَهَا اللهُ *م* ضِيَاءً يَهدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُاللغة
(الآي): جمع آية
المعنى
جاء جبريل بآيات الفرقان وهذه الآيات أرسلها الله هدى ونورا للعالمين يهدي بها الله من يشاء من عباده
209- نَسَخَتْ سُنَّةَ النَّبِيِّينَ وَالرُّسْلِ *م* كَمَا يَنْسَخُ الضِّيَاءَ الضِّيَاءُاللغة
(النسخ): الإزالة يقال نسخت الشمسُ الظلَّ أي أزالته
المعنى
نسخت آيات الفرقان ما سبقها من سنن النبيين والمرسلين، كما ينسخ الضياءُ الشديدُ الضياءَ الأقلَّ منه نورا وإنْ كانا جميعا ضياءً وذلك كالشمس التي يُذهِبُ ضوؤها ضوءَ القمر والنجوم
210- وَحَمَاهَا غُرٌّ كِرَامٌ أَشِدَّاءُ *م* عَلَى الْخَصْمِ بَيْنَهُمْ رُحَمَاءُاللغة
(غُرٌّ): جمع أَغَرّ، يقال: رجلٌ أَغَرُّ: صَبِيحٌ أو سيدٌ في قومه.
المعنى
وحمى شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم سادة كرام أشداء على الكفار رحماء بينهم
_____________________
211- أُمَّةٌ يَنْتَهِي الْبَيَانُ إِلَيْهَا *** وَتَؤُولُ الْعُلُومُ وَالْعُلَمَاءُاللغة
(تؤول): ترجع
المعنى
هذه الأمة أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمةٌ بلغت الغاية في البيان بحيث ينتهي البيان إليها وترجع إليها العلوم والعلماء لبلوغها الغاية في العلم
212- جازتِ النجمَ واطمأنتْ بأُفْقٍ *** مطمئنٍّ به السَّنا والسَّناءُ
اللغة
(جَازَ): الْمَوْضِعَ سَلَكَهُ وَسَارَ فِيهِ، يَجُوزُ (جَوَازًا)، و(أَجَازَهُ) خَلَّفَهُ وَقَطَعَهُ، و(جَاوَزَ) الشَّيْءَ إِلَى غَيْرِهِ وَ (تَجَاوَزَهُ) بِمَعْنًى، أَيْ (جَازَهُ)، أَيْ تَعَدَّاهُ.
(السَّنَا) مَقْصُورٌ: ضَوْءُ الْبَرْقِ.
(السَّنَاءُ) مَمْدُودٌ: الرِّفْعَةِ.
المعنى
هذه الأمة بلغت مبلغا عظيما لا يُبْلَغُ شَأْوُهُ ففاقت النجم في المكانة وعلت على جميع الأمم وانتشر سلطانها على جميع الأمم وصارت جميع الأمم تهابها فصارت مطمئنة في مكانها العالي الذي بلغته لا تَهابُ أمة أخرى وصارت في مكان منير لا يُعَكِّرُ على ضوئه ظلام الجهل والكفر، وهذا معنى (أفق مطمئن به السنا والسناء) فالسنا هو العلو فالمكان الذي بلغته هذه الأمة عالٍ جدا بحيث لا يمكن أن تصل إليه أمة أخرى فتزيحها عن مكانها (فالسنا مطمئن) والسناء هو الضياء والمراد به انتشار حضارة الإسلام في الأرض على الأمم الأخرى أيضا بسبب تقدم هذه الأمة في العلم وكان من الانتشار والتقدم بحيث لا يمكن أن يخفي ضوءه ظلام الجهل والكفر من الأمم الأخرى
213- كُلَّمَا حَثَّتِ الرِّكابَ لِأَرْضٍ *** جَاوَرَ الرُّشْدُ أَهْلَهَا وَالذَّكَاءُ
اللغة
(حَثَّ الرِّكَابَ): أي حض الإبل على أن تسرع، والمراد كلما انتقلت لأرض.
المعنى
هذه أمة مباركة فلا تنتقل لأرض إلا وينتقل معها الرشد والذكاء لأهل هذه الأرض فيعم خيرها على غيرها من الأمم
214- وَعَلَا الْحَقُّ بَيْنَهُمْ وَسَمَا الْفَضْلُ *م* وَنَالَتْ حُقُوقَهَا الضُّعَفَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
كلما انتقلت هذه الأمة لأرض نشروا بينهم الحقَّ والفضلَ فيعلو الحقُّ بين الناس ويسمو الفضلُ وينال الضعفاءُ حقوقَهم.