دخل أبو العيناء على محمد بن عبد الملك الزيات فجعل لا يكلمه إلا بأطرافه، فقال: إن من حق الله تعالى عندك أن تجعل البسطة لأهل الحاجة إليك، فإن من أوحش انقبض عن المسألة، وبكثرة المسألة مع النجح يدوم السرور.
فقال له محمد: أما إني أعرفك فضولياً كثير الكلام. وأمر به إلى الحبس .
فكتب إليه: قد علمت أن الحبس لم يكن من جرم تقدم إليك، ولكن أحببتَ أن تريني قدرتك علي، لأن كل جديد يستلذ، فلا بأس أن ترينا من عفوك مقدار ما أريتنا من قدرتك.
فأمر بإطلاقه.
ثم لقيه بعد أيام فقال: يا أبا العيناء ما تزورنا حسب نيتنا فيك .
فقال: أما نيتك فمتأكدة ولكن أرى أن الذي حدد الاستبطاء فراغ حبسك فأحببت أن تشغله بي