اعرض النتائج 1 من 4 إلى 4

الموضوع: سأريكم أبا إبراهيم

  1. #1
    ركب الفصحاء

    معلومات شخصية

    رقم العضوية : 55094

    الكنية أو اللقب : عبدالحليم الطيطي

    الجنس : ذكر

    البلد
    الأردن

    معلومات علمية

    المؤهل العلمي : جامعي

    التخصص : أدب وشعر

    معلومات أخرى

    التقويم : 1

    الوسام: بلا وسام حتى الآن
    تاريخ التسجيل7/5/2019

    آخر نشاط:14-05-2023
    الساعة:06:14 PM

    المشاركات
    119

    Lightbulb سأريكم أبا إبراهيم

    ........سأريكم جمعة القطامي -ابوابراهيم -
    .
    الذي مات اليوم
    -.....الذي نزلَ عن الجبل وأنقذني من الغرق -"
    .
    ..........................................كان شخصا مرتبطاً بالأرض ..هل ترى الأرض بلا زهرة بريّة ...!!وأيضا لا تراها بدونه ...هو مع الشجر والجبل وجدول الماء ...لا أراه إلّا وأتذكر اصالة الإنسان ونزوعه إلى الصداقة مع كلّ شيء ...
    .
    ...ولقد تغيّرنا جميعا وهو لم يتغيّر ...فكنتُ أرى الناس كأنّهم يخرجون من أنفسهم إلى صوَر لا تدلّ عليهم - يكذبون -...لو نزعتَ عنهم أغلفتهم التي يتزيّنون بها ...لا تجدهم .....!!-..وهو لا يخرج من نفسه ولا يكذب ....كانت رؤيته تُعيدني دائما إلى أنفسنا الأولى التي خرَجتْ معنا من أوطاننا ...تكافح الشقاء ....حتى لو ألقيتها في النعيم ....
    .
    ...كنتُ أحاول العوم في بركة ماء عميقة ..قد تجمّعتْ فيها مياه الشتاء ..ولم أكن أعرف السباحة في ذلك الوقت ...وانزلقتُ إلى العمق وصرتُ أسفل الماء وامتلأتْ رئتيّ بالمياه....كنتُ أحاول المشي في أرض البركة للخروج مشياً ويُعيدني ضغط الماء إلى العمق دائما ...حتى يئستُ وأيقنتُ بما يسمّونه ---الموت -.....وصرتُ استعدُّ لأرى وأراقب وأعرف ماهو الموت الذي ذاقه اليوم أبو ابراهيم ....!!
    ..وأنا في الماء كنتُ أسمعهم ...في الأعلى أولئك الذين لم يموتوا بَعدُ ....وما زالوا في الحياة يركضون في الطرقات والحقول وفي طريقهم مازالوا يُذنبون ,,,حتى اسودَّتْ نفوسهم واعتادوا الظلام ...فالذنوب ظلامُنا وليست القبور ....
    .
    ...يقول أحدهم : لا أجازف بإنقاذه ..يموت واحد ولا يموت اثنان - وكان هذا صاحبي الذي ألعب معه وكان عمري وقتئذٍ تسع أو ثمان سنوات - ..هُم أناس بوجهين كعصاة موسى :"فألقاها فإذا هي حيّة تسعى ..قال: خذها ولا تخف ..سنعيدها سيرتها الأولى " ..هؤلاء لا يعودون إلى خيرهم إلّا قبل لقاء الله بساعة ..!!..........
    .....وسمعتُ آخر يقول : نرمي اليه حبلاً ..قالوا : سيتمسّك بالحبل ويشدّك اليه : فالغريق يمسّك بأيّ شيء ليقبض على الحياة .....!!!...ورَفَقوا بأنفسهم ولم يرموا الحبل .....لا أحد يرمي لك حبلاً لنجاتك ...ويُخدَشُ بسببك خدشاً.....!!..إلّا نفرُ بريدون الإقتراب من الله ...!!
    .
    ..وإذا بواحد يقول : انظروا هذا جمعة يركض ينزل من أعلى الجبل - كعادته دائما ..هو مع الجبل كزهوره البريّة - ..لا تهمّها الثلوج ولا الرياح ..يحرث ببغلته الأرض أو يرشّ الأشجار .........وبدون أن يسأل سؤالا أو يعرف مَن هذا - فهو صادق كالأرض أيضا - يفهم الخير بطريقته الخاصّة - أن يساعد أينما كان ومَن كان ....لأنّ لحظة الخير هي فقط التي تعيدنا الى الله ...!......وهناك وهو وحده فوق الجبل تعّلم الكرَم والشهامة ..لأنّه وحده ............................!!..وكلّما اقتربتَ من الإنسان ...كذبتَ وتلوّنت ...وتغيّرتَ ونسيتَ نفسك الأولى .....................!!..
    .... أوسمة الإنسان صفاته ...وهي التي يمشي بها في الحياة وتضيء له .......وأمّا وظيفته فهي تُلقيه ويُلقيها بعد حين ...!
    .
    ....قفز في الماء وغطس وأمسك بي وعام إلى حافّة الأرض وأنا أشدُّ بيديّ الإثنتين على رقبته ...!!لقد كان بالنسبة لي في تلك اللحظة هو الحياة ,,,,!!....وأريد أن أعود إلى بيتنا والطريق والأصحاب ......ولا أريد ظلام هذا الموت ...
    ..وألقاني وبدأ يضغط على صدري ليُخرج من رئتيّ قرَبَا من الماء ...ليدخل الى رئتيّ الهواء كما كان يدخل من قبل ..!!.....يفعل كلّ شيء صامتا يتحرّى الإخلاص كما علّمه الجبل .........
    .
    ...ومشيتُ الى البيت وأنا ذاهل كأنّي خارج من الموت يوم البعث ...أقول في نفسي ما أسهل أن يحيينا الله فنحيا وما أسهل أن يُميتنا فنموت ...!!..نحن قطعة لحم بيد الله يفعل بها ما يشاء :..في وجهي قطعة لحم ترى وقطعة لحم تشمُّ وقطعة لحم أخرى تفكّر ..!!
    ..وكلّ وظيفة في آلة جسمي تقوم بها قطعة لحم من الشحم واللحم ...!!.....نحن أسرى لأجسامنا ما ندري ما يحدث فيها وما يفعل الله بنا ....!!..إلّا عقولنا حرّة :تفهم وهي ترقب الحياة ...ما تشاء فتشقى ......أو ما يشاء الله ....فتأوي الى سلامه والنعيم
    .
    ..طلب أبي رؤيته ...صار يضحك :لا يريد جزاء ولا شكورا ....فهو لم ينقذني من أجل أبي ..!!..ولا من أجل آخر رغيف خبز في هذه الحياة - وإن كان ذلك الرغيف هو الذي إن لم يأكله مات - !!!.....هي مروءة الأرض ..كما قلت لكم ...التي لا تنتظر الخير والمطر الّا من السماء .....!!
    ..ستلقى خيرك في مكان ما لا بدّ من ذلك... لأننا لا نفعل الخير إلّا لله ,,,,ولن يضيع خيرٌ والله هو الذي يرقبه ... ..
    .
    وها أنت تُخرِجني من ظلام الموت وتَدخُل فيه ...ورأيتك في ظلام القبر تمشي الى ضوء متلألىء
    ورأيت أن الله أبدلك بشقاء اللّاجىء وصراعه في الأرض والظُلم والفقر ...جنّات النعيم
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    عبدالحليم الطيطي


  2. #2
    ركب الفصحاء

    معلومات شخصية

    رقم العضوية : 56752

    الكنية أو اللقب : أبو محمد

    الجنس : ذكر

    البلد
    مصر

    معلومات علمية

    المؤهل العلمي : أقل من جامعي

    التخصص : لا تخصص لكن أهوى الشعر

    معلومات أخرى

    التقويم : 2

    الوسام: بلا وسام حتى الآن
    تاريخ التسجيل3/7/2021

    آخر نشاط:01-09-2022
    الساعة:10:12 AM

    المشاركات
    182

    حقًا أريتنا
    فقد صورت لنا بكلماتك المشهد والشخصية كأننا نراهما
    بارك الله فيك وفي قلمك ودام إبداعك


  3. #3
    ركب الفصحاء

    معلومات شخصية

    رقم العضوية : 55094

    الكنية أو اللقب : عبدالحليم الطيطي

    الجنس : ذكر

    البلد
    الأردن

    معلومات علمية

    المؤهل العلمي : جامعي

    التخصص : أدب وشعر

    معلومات أخرى

    التقويم : 1

    الوسام: بلا وسام حتى الآن
    تاريخ التسجيل7/5/2019

    آخر نشاط:14-05-2023
    الساعة:06:14 PM

    المشاركات
    119

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبها سيد بن أبو الوفا اعرض المشاركة
    حقًا أريتنا
    فقد صورت لنا بكلماتك المشهد والشخصية كأننا نراهما
    بارك الله فيك وفي قلمك ودام إبداعك
    .............ودمت وألف سلام اليك


  4. #4
    لجنة الشورى

    معلومات شخصية

    رقم العضوية : 37095

    الكنية أو اللقب : ابو يوسف

    الجنس : ذكر

    البلد
    الجوف

    معلومات علمية

    المؤهل العلمي : جامعي

    التخصص : دعوة

    معلومات أخرى

    التقويم : 158

    الوسام: ۩
    تاريخ التسجيل15/1/2011

    آخر نشاط:30-09-2022
    الساعة:07:34 PM

    المشاركات
    2,688

    أحسنت وأبدعت..

    هذا العرض الماتع قرب لي معنى الموت والحياة .. وكيف هي اللحظة التي تفصل بينهما .. ووصف لتلك النهاية العظيمة .. نسأل أن يرزقنا حسنها


    شكرا لك عبدالحليم

    التعديل الأخير من قِبَل الرماحي ; 10-08-2022 في 03:44 PM
    ليـس الجمال بمئزرٍ ** فاعـلـم وإن ردّيت بُردا
    إنَّ الجمـال معـادنٌ ** ومناقـبٌ أورثن حـمـدا

تعليمات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
  • لا تستطيع إضافة رد
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •