هذا رثاء د/محمود السيد الغزلاني رحمه الله أحد شهداء الجيش الأبيض في مصر
تبكي العيونُ عليكَ يا غُزلاني
والقلبُ مكسورٌ مِن الأحزانِ
الطبُّ مهنةُ مَنْ يجُودُ بِنفْسِهِ
مِنْ أجلِ أنْ يَحْيَى بَنُو الإنسانِ
وَلكَمْ خَدَمْتَ المُسلِمينَ بِهمّةٍ
تَكفِيكَ يومَ العرضِ والميزانِ
وتركتَ للأجيالِ أعذبَ سيرةٍ
أنَّ الحياةَ تبسُّمٌ وتفانِي
مَبْنًى مِنَ الحسناتِ قد شيَّدتَهُ
بِجِهَادِ عُمْرٍ معْ أخِيكَ الثاني
كرداسةٌ تاريخُها مهما حيت
سيظلُّ يذكرُكم مدى الأزمانِ
لا تحسبنَّ الرَّاقِصِين وإنْ علتْ
لهُمُ الأجورُ أعزَّةَ الأثمانِ
إنَّ الذينَ يُحِبُّهم ربُّ العُلا
يُعْطَوْنَ في الأُخْرَى أَجَلَّ مَكَانِ
مِثل الإمامِ يَؤمُّنا في مسجدٍ
تبِعوا خُطَاكَ أبي بِكُلِّ أوانِ
ما احتجتَ يومَ الدفنِ شُعْلةَ زاحفٍ
يمشي وراكَ وأنتَ في الأكفانِ
ولكَم حنوتَ على المريضِ بِنَظْرةٍ
ليلًا فقال لنا المريضُ:"دَوانِي"
يا ناسُ إنَّ الطبَّ أشرفُ مهنةٍ
مِنْ أجلها بُقْرَاطُ ظلَّ يُعانِي
حيُّوا مِن الشُّهداءِ كُلَّ مُطبِّبٍ
واتلُوا على أرواحِهم قرآني
يا عزَّ مصرَ بِأهلِها إنْ صابروا
في وجهِ هذا الدَّاءِ والطُّغيانِ
وتعبتَ نَمْ نومَ العَرُوسِ لِربِّها
صلَّتْ عليكَ ملائِكُ الرَّحمنِ
إنَّ الكريمَ إذا تولَّى عَبْدَهُ
قالوا دعاهُ .. ساعةَ الإحسانِ
#محمدعبدالوهاب